أنا هديل ماجد، عمري 28 عامًا، خريجة كلية الآداب قسم الفلسفة. تشرفت بتكريمي من الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركتي في المؤتمر السابع للشباب، الذي أقيم في العاصمة الإدارية.
- كيف كانت بدايتك؟ وكيف تم اكتشاف موهبتك؟ ومتى بدأت الغناء؟
بدأت الغناء وأنا صغيرة، وعندما كنت في المرحلة الثانوية درست في كلية التربية الموسيقية دراسات حرة، من خلال دراسة مقامات ومفاهيم الموسيقى. أردت دخول كلية لتطوير مهاراتي، واجتزت اختبار القدرات بنجاح ساحق لكن بعض الأشخاص أوصوني بدخول كلية نظرية، لذا اخترت كلية الآداب ودرست الفلسفة.
وبعد تخرجي في الكلية، قررت الالتحاق بأكاديمية الفنون لدراسة التربية الموسيقية بدراسة دراسات حرة لمدة خمس سنوات، حيث درست الغناء الشرقي، ولا يزال تدريبي مستمرًا حتى الآن لتطوير مهاراتي في هذا المجال.
• كيف تم اختيارك للمشاركة في مؤتمر الشباب عام 2019؟ ومن هم الذين رشحوك وتواصلوا معكي؟
قبل المؤتمر، كان لدي رحلة إلى ليبيا لحضور أحد المهرجانات، ولكن شعرت بعدم الراحة في قلبي بشأن هذه الرحلة، فقلت لوالدتي إنني لا أريد الذهاب. وفي ذلك الوقت، اتصلت بنا لجنة المؤتمر وطلبت منا الحضور لإجراء مقابلة في العاصمة الإدارية. بعد ذلك، أجرينا المقابلة وعندما عدنا في الليل، اتصلوا بنا مرة أخرى و أخبرونا بأنهم يريدوننا للمشاركة في المؤتمر. وتم ترتيب إقامتنا في فندق، وكانت البروفة النهائية هي الخطوة الأخيرة قبل بدء المؤتمر.
• كيف كانت البروفات النهائية لمؤتمر الشباب؟
في البروفة النهائية للمؤتمر، أخبرت اللجنة المنظمة بأنني أرغب في أن يسمع الرئيس صوتي، فأجابوا أنه ممكن وعندما قلت للرئيس رد عليا قائلاً “ده أنا نفسي أسمع صوتك اتفضلي”، وبالفعل غنيت أمام الرئيس، أعجب بصوتي وأخبرني بذلك. كنت سعيدة جدًا ولم أصدق أن الرئيس هو الذي دفعني للمسرح، لأنني كنت أعتقد أنهم سيختارون شخصًا آخر.
• من الذي اختار لكي الأغنية التي قمت بغنائها في المؤتمر؟
اخترت أغنية “مصر تتحدث عن نفسها” لأنهم طلبوا منها أن أغني شيئًا وطنيًا. وفي الليل، قالوا لي إن هناك مفاجأة لها في اليوم التالي، وفعلًا، أمر الرئيس بتكريمي، وكان التكريم الأجمل في حياتي.
• كيف كانت مشاعرك عندما أخذك الرئيس من يدك من المسرح؟ وماذا قال لكي؟
عندما وصل الرئيس قلت له: “عايزة أسلم على حضرتك وأتصور مع حضرتك، ليصطحبني الرئيس السيسى، إلى مكان التصوير ويلتقط معي صورة تذكارية، ثم قام الرئيس بإنزالي إلى مقاعد الضيوف، وأجلسني بجوار وزيرة التضامن الاجتماعى.
• كيف اكتشفت موهبتك في الغناء؟
والدتي اكتشفت موهبتي عندما كنت في الحادية عشرة من عمري، فكنت أقلد صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في قراءة وترتيل القرآن الكريم، و تدربت على الغناء في كلية التربية الموسيقية، بعد حصولي على الثانوية العامة، وتمنيت الالتحاق بكلية التربية الموسيقية، ولكن نصحني الكثير وقتها بالالتحاق بكلية نظرية والبعد عن دراسة التربية الموسيقية لأنها كلية عملية، تعتمد على النوتة في دراستها وهذا يتعارض مع قدراتي الخاصة.
- ما هي الجملة التي تؤثر في هديل بشكل خاص؟
“صوتك فيه حنان ودفء” خاصة أنني أسمعها من الناس في الشارع الآن، حيث يتوقفون ليذكرونني بلحظة التكريم ويطلقون علي عبارات مثل “نجمة” و “موهوبة”.
• هل أزمتك الصحية أثرت على ظهور موهبتك؟
أبدا لم تؤثر إعاقتي على موهبتي، لأنني على يقين كامل أن الله يوزع 24 قيراطا على الجميع بالتساوي، فأنا أعتمد على السمع في التدريب على الغناء، والله عوضني بقدرة فائقة على السمع عن أي شخص عادى وأتدرب بشكل مستمر دون توقف على الغناء.
• وما هي الصعوبات التي واجهتك منذ بدايتك في الغناء؟
أصعب ما واجهته في حياتي وفاة والدي منذ 7سنوات شعرت وقتها بإحباط شديد، وواجهت ذلك بالرضا بقضاء الله، وهذا ما زادني إصرارا وعزيمة لتحقيق هدفي.
كما أنني واجهت الكثير من التعليقات السلبية خلال مؤتمر الشباب، ولو ركزت عليها لكان ذلك سيؤثر سلباً على أدائي، لذلك قررت أن أركز على تحقيق أهدافي وتحدي نفسي بدلاً من الاهتمام بالتعليقات السلبية.
• ما هو سر نجاحك والعوامل التي ساهمت في تحقيقه؟
النجاح لا يأتي من الفراغ، بل يأتي من العمل الجاد والصبر والتحدي والإصرار والعزيمة والإرادة. أنا أعمل بشكل دائم على تحسين نفسي والتغلب على الصعوبات بالإرادة والأمل وعدم اليأس.
• ماذا تخططين لمستقبلك؟
أخطط أن أستمر في الغناء، وأقوم بخطوات أكبر بمساعدة أمي، وأتمنى أن أكون سفيرة الغناء لكل ذوى الاحتياجات الخاصة، سواء في مصر أو العالم، لأنني أستطيع أن أقوم بالمزيد، وأقدم أكثر مما قدمته، وحاليا أقوم بالغناء باللهجة الخليجية واللغة اليابانية وأتعلم الغناء باللغة الصينية.
• ما هي الرسالة التي توجهيها للشباب؟
بالإرادة والتحدي والعزيمة نستطيع اجتياز الصعاب ومفيش مستحيل
- كيف تحافظين على مستوى أدائك الفني وتطويره؟
تتمثل طريقة الفنان في الحفاظ على مستواه الفني وتطوير نفسه في العمل المتواصل على نفسها، وتدريبها بشكل مستمر. والعمل على تطوير نفسه بنفسه، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعة الفيديوهات من خلال مقاطع الفيديو على اليوتيوب، بالإضافة إلى ذلك، الاستماع إلى الإذاعات القرآنية وحفظ الأدعية والتواشيح الدينية.
• ما هي تطلعاتك وخططك المستقبلية في مجال الفن؟
إنتاج فيديو كليبات وتيترات مسلسلات، وإنتاج أدعية دينية وأناشيد. والحصول على دعم من جهات الإنتاج لتحقيق أحلامي الفنية، وحاليًا أشارك في مسرحية بعنوان “ولا كان على البال” التي تعرض في مستشفى بهية بحملة “منيح الأمل”.
• ما هي النجاحات والجوائز التي حصلتي عليها؟
قمت بعمل أغنية اسمها “واثقه” وسميت هذه الأغنية بهذا الاسم لأن الرئيس السيسي أعطاني دفعة كبيرة جداً وثقة، وتم تصوير الفيديو للأغنية بأماكن مختلفة في مصر، و تم الإخراج بواسطة والدتي بالتعاون مع مونتير في التلفزيون.
كما أنني شاركت في العديد من المؤتمرات والمحافل الوطنية، أبرزها مشاركتي في الملتقى العربي الأفريقي عام 2018، ختام الملتقى الدولي لفنون ذوى القدرات الخاصة فبراير 2019، والذي حصلت خلاله على الجائزة الأولى غناء فردى عن مصر، هذا بجانب مشاركتي في احتفال منظمة اليونيسف باليوم العالميللطفولة، مهرجان الافرو صينى عام 2017، وقد كرمت أثناء ختام مهرجان الأغنية الدولىبالاسكندرية، التى غنيت من خلاله مع الفنان الكبير مدحت صالح، كما حصلت على جائزة سيد مكاوى للغناء الفردى على مستوى 31 دولة في ملتقى أولادنا للفنون، وشاركت فى حفلات تابعة لمنظمة اليونيسيف، هذا بجانب مشاركتي فى العديد من الحوارات التلفزيونية التي سردت خلالها حلمي وتطلعاتي فى الحياة التى دائماً ما تصب فى صالح الغناء، ورغبتي فى توصيل موهبتي إلى العالم أجمع.
كما منحتني الدكتورة “سهير عبد القادر” رئيس جمعية أولادنا لقب “أم كلثوم أولادنا” للشابة هديل سامى، لأكون أول مطربة من ذوى الاحتياجات الخاصة تغنى فى عدة مهرجانات مع عمالقة الفن، حيث غنيت مع العديد من نجوم الطرب الكبار فى الوطن العربى، وكان أبرزهم غنائي على المسرح مع المطربة أنغام فى افتتاح الملتقى الدولى لذوى القدرات الخاصة فى جامعة القاهرة 2018، بجانب غنائي مع النجم الكبير مدحت صالح فى مهرجان الأغنية الدولي بالإسكندرية، ومشاركتي مع الشاعر الكبير أمير طعيمة أثناء تسجيل أغنية افتتاح الملتقى الدولى لذوي القدرات الخاصة 2018.
