محمد الديب بطل مصر فى رفع الأثقال:
ضعف الدخل في بداياتي منعني من التدريب بالشكل الصحيح
نعاني من قلة التقدير المادي في كل الألعاب الأولمبية

إيمانه القوي بموهبته جعله يحول المحنة إلى منحة، ويجعل الإصابة التي ظنّ أنها ستقف عقبة في طريق نجاحه مصدر إلهامه، وصار بطلًا عالميًا.
هو البطل محمد ممدوح علي الديب لاعب منتخب مصر فى رفع أثقال للمعاقين، مواليد طنطا، أحرز ذهبيتين في دورتين مختلفتين من الألعاب البارالمبية الصيفية أعوام 2012 و2016 وله العديد من الإنجازات الأخرى محليًا وعالميًا.. وإلى نص الحوار.
• متى بدأت مسيرتك الرياضية؟
بدأت المسيرة عام ٢٠٠١ في رياضة رفع الأثقال، وحصلت على أول ميدالية محلية عام ٢٠٠٤ ثم انضممت للمنتخب الأولمبي عام ٢٠٠٦، ولكن مع الأسف لم يحالفني التوفيق في المشاركة في دورة الألعاب العربية عام ٢٠٠٧ وكذلك أولمبياد بكين، ثم بعد ذلك واصلت التدرب حتى مثلت مصر في أولمبياد لندن وبدأت مسيرة من الإنجازات.
• وما أبرز الصعوبات التي واجهتك؟
كان هناك العديد من الصعوبات لكن الصعوبة الأكبر بالنسبة لي في البداية هو افتقاد الخبرة والسفر إلى محافظات أخرى من أجل التدريب على مستوى ذو كفاءة عالية، وأيضًا في وقتها كانت هناك مشكلة في محافظتي وهي عدم توافر أدوات التدريب نهائيًا في جميع أنحاء المحافظة، ولكن الأمور أصبحت أفضل الآن وأيضًا عدم وجود دخل ثابت يصعّب بشدة الاستمرار في التمرين.
• هل حصلت على وظيفة ثابتة؟
قبل عام ٢٠١٥ لم يكن هناك وظيفة ثابتة ولكن في العام ٢٠١٥ قام ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك الأسبق بتعييني أنا وأخرين في اللعب تحت اسم شركته وأصبح للشركة مركز مميز كل عام على مستوى الجمهورية.
• أيهما أفضل كمكافأة للبطل وظيفة ثابتة أم مكافأة وقت المكسب؟
بالطبع وظيفة ثابتة فهي التي تعوض البطل إذا حدث له إصابة أو أي ظرف قهري مثل ظروف جائحة كورونا، فالوظيفة هي التي تجعل البطل يتدرب وهو مطمئن.
• هل التقدير المادي من الدولة لهذه الرياضة يرضيك؟
ليس فقط هذه الرياضة وإنما العديد من الرياضات الأخرى تعاني من ضعف التقدير المادي عكس على سبيل المثال كرم القدم التي تتميز بالتقدير المادي القوي وبسبب جمهورها الضخم ورعايتها الضخمة، لكن على العكس جميع الرياضات الأخرى وهذا على عكس الدول الكبيرة التي تضع ميزانية مفتوحة من أجل الأبطال الأولمبيين.
• لو طُلب من إصدار قرار أو قانون فوري بخصوص الرياضة.. ما هو القانون الذي ترى ضرورة تغييره؟
قبل إصدار القوانين يجب أن تكون الأساسيات متوفرة وهي الأدوات والبحث عن المواهب الجديدة والاهتمام بالأبطال القدامى، فعلى سبيل المثال خلال أولمبياد طوكيو الأخيرة لم نحرز أي ميدالية ذهب ذلك بسبب عدم وجود الأساسيات.
• ما هي طبيعة إصابتك وكيف حدثت؟
كنت في رابعة ثانوي أزهري وفي يوم ٣٠/١٠/١٩٩٩ كنت في طريق عودتي من المعهد وكانت محطة القطار بجوار المعهد، وأخذت القطار في طريقي إلى المنزل لكن للأسف وقعت تحت القطار ونُقلت إلى المستشفى وأكد الأطباء ضرورة بتر قدمي.
• ما هي الرياضة التي كنت تمارسها قبل الإصابة؟
كنت أمارس الكثير من الرياضات ومن بينها كرة القدم وبعض ألعاب القوى، وكنت أهتم بتمارين اللياقة البدنية لأنها العنصر الأساسي للنجاح في أي رياضة.
• كيف اخترت رياضة رفع الأثقال؟
بعد الإصابة تقريبًا سنة بدأت البحث عن رياضة مناسبة لحالتي، واستمعت إلى نصيحة كثير من الأصدقاء بممارسة رياضة رفع الأثقال، وبالفعل حقق الله لي فيها ما أردت.
• من كان أكبر داعم لك ومن قدوتك في اللعبة؟
أكبر داعم لي كان رغبتي في أن أقدم شيئًا مختلفًا وأثبت للناس وجهة نظر أنه مهما كانت الظروف صعبة يمكن النجاح بالعزيمة والإرادة وتوفيق الله سبحانه وتعالى.
• ما هو طلبك من المسؤولين عن الرياضة في مصر؟
أطلب منهم الاهتمام أكثر بالبطولات الفردية بنفس قدر اهتمامهم بالبطولات الجماعية، كما يجب على وزارة الشباب والرياضة التنسيق مع وزارة التربية والتعليم وطرح مادة التربية الرياضية كمادة أساسية في المدارس والجامعات لزيادة اكتشاف المواهب الرياضية الواعدة وإعطائهم فرصة للنجاح مثل الذي يحدث في بعض الدول الأجنبية.
• وما هي رسالتك للشباب من ذوي الهمم في الرياضة؟
أقول لهم إن أهم شيء هو الإصرار وعدم اليأس في أي رياضة، أنا أصبحت بطلًا للعالم بعد ١٢ عامًا من العمل والتمرين بشكل مستمر، فالنجاح يحتاج صبر وإيمان.